كوكب المشتري هو خامس كوكب من حيث البُعد عن الشمس، وأكبر كواكب المجموعة الشمسية على الإطلاق. منذ آلاف السنين، شدّ انتباه الفلكيين والعلماء بسبب حجمه الهائل ومظهره الفريد، ولا يزال حتى اليوم موضوعًا للبحث والاكتشاف.
الحجم الذي لا يُصدق
إذا وضعت جميع الكواكب الأخرى في كفّة، ووحدك المشتري في الكفّة الأخرى، سيظل هو الأثقل. فحجمه يزيد عن 1300 ضعف حجم الأرض، وكتلته تمثل أكثر من ضعف كتلة باقي الكواكب مجتمعة. ورغم ضخامته، فهو يدور حول نفسه بسرعة كبيرة، بحيث لا يستغرق يومه أكثر من عشر ساعات.
كوكب بلا سطح صلب
بعكس الأرض والمريخ مثلًا، ليس للمشتري سطح صلب يمكن الوقوف عليه. يتكوّن معظمه من الهيدروجين والهيليوم، وهي نفس العناصر التي تكوّن النجوم، مما يجعله شبيهًا بنجم لم يكتمل. في عمقه، يُعتقد أنه يحتوي على قلب صخري أو معدني، لكن الضغط في طبقاته الداخلية هائل لدرجة أن الهيدروجين يتحوّل إلى سائل معدني موصل للكهرباء.
البقعة الحمراء العظيمة
من أبرز معالم المشتري وأكثرها شهرة، “البقعة الحمراء العظيمة”، وهي عاصفة عملاقة تدور في غلافه الجوي منذ أكثر من 300 سنة. هذه العاصفة أكبر من كوكب الأرض بأكمله، وتدور فيها الرياح بسرعات مرعبة تصل إلى مئات الكيلومترات في الساعة.
عالم من الأقمار
يدور حول المشتري عدد هائل من الأقمار، أكثر من 90 قمرًا معروفًا حتى الآن. أربعة منها تُعرف باسم “الأقمار الغاليلية”، وهي: آيو، أوروبا، غانيميد، وكاليستو. كل قمر من هذه الأقمار يُعد عالمًا قائمًا بذاته، خصوصًا أوروبا الذي يُعتقد أن تحت سطحه الجليدي محيطًا مائيًا قد يحتوي على شروط مناسبة للحياة.
درع طبيعي للأرض
بفضل جاذبيته القوية، يعمل المشتري كدرع واقٍ لكوكب الأرض، حيث يجذب أو يغيّر مسار كثير من المذنبات والكويكبات التي قد تشكل خطرًا علينا. لولا وجوده، ربما كانت الأرض عرضة لتصادمات أكثر تكرارًا عبر تاريخها.
في عيون العلماء
أرسلت ناسا عددًا من المركبات الفضائية لدراسة المشتري، أبرزها مركبة “جونو” التي تدور حوله منذ عام 2016، وتقدّم بيانات تفصيلية عن مجاله المغناطيسي، وغلافه الجوي، وتركيبه الداخلي. وما زالت الأسئلة كثيرة، والرحلة لفهم هذا العملاق لم تنتهِ بعد.
خلاصة
كوكب المشتري هو أكثر من مجرد جرم ضخم في السماء. هو حارس المجموعة الشمسية، ومفتاح لفهم نشأتها، ومصدر دائم للدهشة. من البقعة الحمراء إلى أقماره الغامضة، يمثل المشتري تذكيرًا دائمًا بمدى تعقيد وجمال الكون من حولنا

Leave a Reply