في ليالٍ صافية، حين ترفع رأسك نحو السماء، قد تلمح مجموعة صغيرة من النجوم تتجمع كعقد لؤلؤ دقيق.

إنها الثريا أحد أكثر التكوينات النجمية جمالًا وغموضًا في السماء

ما هي الثريا؟

الثريا هي عنقود نجمي مفتوح يقع في كوكبة الثور (Taurus)، ويضم مئات النجوم، لكن أشهرها وألمعها سبعة نجوم يمكن رؤيتها بالعين المجردة، لذلك يُطلق عليها أحيانًا “الأخوات السبع”.

تُقدّر المسافة بيننا وبين الثريا بحوالي 444 سنة ضوئية، مما يجعلها من أقرب العناقيد النجمية إلى الأرض.

لماذا تلمع الثريا بهذا الشكل الجذاب؟

النجوم في الثريا حديثة نسبيًا من حيث العمر الكوني، وتتميّز بلونها الأزرق اللامع بسبب حرارتها العالية.
وإذا استخدمت تلسكوبًا صغيرًا أو صورة طويلة التعريض، ستلاحظ وجود سُدمٍ خفيفة من الغبار الأزرق تحيط بالنجوم، ما يمنحها مظهرًا ضبابيًا ساحرًا.

حضورها في الثقافات والأساطير

لم تكن الثريا محط اهتمام علماء الفلك فقط، بل حملت رمزية خاصة في العديد من الحضارات
في اليونان القديمة، اعتُقد أن النجوم تمثل سبع شقيقات من بنات أطلس
في التراث العربي، سُمّيت “الثُّرَيّا” بمعنى الشيء المتفرّق أو المتناثر، وذُكرت في الأشعار كرمز للجمال والرفعة
شعوب المايا واليابان والأبوريجين كانوا يراقبون الثريا بدقّة، ويستخدمونها لتحديد الفصول

هل يمكنني رؤيتها بنفسي؟

نعم! أفضل وقت لرؤية الثريا هو خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وتحديدًا بعد غروب الشمس بقليل.
ستجدها في السماء الشرقية، تُشبه عنقودًا صغيرًا أو جزءًا من مغرفة.

ولا تحتاج إلى معدات معقدة لرؤيتها، لكن استخدام منظار بسيط أو تلسكوب صغير سيكشف لك عن عشرات النجوم الإضافية التي لا تراها العين المجردة.

لماذا يهتم بها علماء الفلك؟

الثريا تمثل مختبرًا طبيعيًا لتكوين النجوم، إذ يمكن من خلالها دراسة كيفية تشكّل وتطور النجوم ضمن العناقيد، وكيف تتفاعل مع الغبار والغاز المحيط بها.

كما أن قربها النسبي يجعلها هدفًا مثاليًا لدراسة الحركة النجمية والفيزياء الفلكية.


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *